مركز ثقافي وترفيهي في منطقة ستروجينو

كان من المفترض أن يشمل تطوير كل منطقة في موسكو في العهد السوفيتي مجموعة قياسية من المرافق الاجتماعية والخدمية والثقافية. كانت دور السينما في المنطقة عنصرًا إلزاميًا في البنية التحتية، والتي لعبت دورًا مهمًا في حياة المنطقة: أقيمت هنا فعاليات ترفيهية وعامة، وعقدت اجتماعات، وتم التعرف على الأخبار. لكن في الواقع الاجتماعي والسياسي الجديد فقدوا وظيفتهم. تم إعادة استخدام العديد من دور السينما، بل تم هدم بعضها. هذا هو بالضبط المصير الذي حل بالسينما الطاجيكية في منطقة ستروجينو.

منذ عام 2015، في موسكو، بمبادرة من حكومة المدينة، تم إطلاق برنامج لإحياء المراكز الثقافية بالمنطقة، والتي يتم تحويل دور السينما السابقة إليها. في ستروجينو، فيما يتعلق بهدم المبنى القديم لسينما طاجيكستان، سنحت الفرصة للمضي قدمًا وتطوير نوع جديد من المركز الإقليمي الاجتماعي والثقافي، والذي من شأنه أن يفي بوظائفه وحلوله المعمارية والتخطيطية بمتطلبات اليوم .

يقع الموقع المخصص لبناء المركز في مكان مناسب بين المباني السكنية، على مقربة من طريق سريع مزدحم وداخل منطقة المشاة الترفيهية المنشأة تاريخيًا والتي تمتد من نهر موسكفا إلى محطة مترو ستروجينو.

إن تكوين المركز الجديد بسيط وفعال قدر الإمكان. من حيث المخطط، المبنى له شكل مربع تقريبا. يعكس تصميم المركز وظيفتين رئيسيتين: أنشطة النادي والترفيه. ما يقرب من نصف المبنى مخصص للأول. ويشمل مجموعة مدخل ومساحة للمعارض والترفيه ومكتبة وقاعات للموسيقى والرقص ونوادي إبداعية وفصول واستوديوهات ومكاتب وورشة عمل. والثاني يتمثل بقاعة كبيرة متعددة الوظائف تتسع لـ 510 مقاعد مع بهو واسع وغرف فنية وتبديل الملابس ومخزن للديكور. ولمناسبات الصيف، توجد مسرح خارج المبنى متصل بالمجمع الترفيهي الرئيسي. يتم فصل هاتين المجموعتين الرئيسيتين من المباني عن طريق معرض ومساحة ترفيهية مزدوجة الارتفاع، مما يشكل ما يسمى "غرفة المعيشة الحضرية" - وهو شارع مغطى يتزامن اتجاهه مع المسار المعتاد لسكان المنطقة من المترو إلى المنازل ومنطقة الترفيه على ضفاف النهر.

في الحل المعماري الجديد للمركز، حاول المؤلفون أن يعكسوا صورة سينما قديمة مألوفة لدى سكان المنطقة، والتي كانت ذات طابع حداثي واضح مع بوابة خرسانية مذهلة مؤطرة بنافذة زجاجية ملونة. تم الحفاظ على هذا العنصر – “إطار البوابة” – ولكن تم تعديله مع مراعاة الاتجاهات المعمارية الحديثة. في المشروع الجديد، يمثل هيكلًا أنيقًا بعيدًا عن الحجم الرئيسي للمبنى، وبالتالي يُدخل التهوية والأبعاد الثلاثية في التركيبة المكانية الحجمية. تم إبراز إطار البوابة من خلال كسوة مذهلة بألواح معلقة تشبه الرخام الأسود. إنه يبرز بشكل جيد على خلفية الواجهة، المصنوعة من ألواح ذات مظهر خشبي بألوان متباينة: الصنوبر المبيض والجوز الداكن. تعد شاشة الوسائط الكبيرة الموجودة على الواجهة الرئيسية جزءًا لا يتجزأ من التصميم الجرافيكي للواجهة، وهي مصممة لإضفاء الديناميكية عليها.